امتناع الموظف عن الأعمال التي تتضمن غشًّا وخداعًا للعميل

السؤال
أعمل في شركة صيانة منذ سنوات، وطلب مني العمل في ماكينة تم إصلاحها منذ فترة قريبة، لا مبرر لإعادة صيانتها، أو على الأقل يمكن عمل صيانة جزئيه قليلة التكلفة، وارتبت في الأمر، حيث إن تكلفة الصيانة قد تصل إلى 50 أو 60 ألفًا، وقد تزيد؛ فرفضت العمل، أو مجرد المشاركة. وبعد أسبوع ذهبت للكشف على ماكينة كنا قد أجرينا لها صيانة منذ فترة قريبة، فرأيت أن السبب غير ما طلب مني في التقرير -التقرير يحمل العميل المسؤولية، ومن ثًم التكلفة، وهو مخالف للحقيقة- فرفضت كتابة التقرير، وغالبية الأعمال يتم فيها تغيير قطع بدون داعٍ، فهل أنا مخطئ؟ وماذا عليّ أن أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلست مخطئًا فيما ذكرت من امتناعك عن التعاون فيما ظهر لك الغش والخداع فيه، وهذا من النصيحة للعملاء، فإن الدين النصيحة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة. قالوا: لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم.

وقد حرم الإسلام الغش؛ لما فيه من الظلم والمخادعة، والتدليس على الغير، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من غشنا فليس منا. رواه مسلم. وروى الحاكم، وغيره عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المكر، والخديعة، والخيانة في النار.
وعليه؛ فمتى ظهر لك أن أصحاب الشركة يحتالون لإجراء خدمة لا مبرر لها، أو يحملون العميل قطع غيار لا يحتاجها، أو يحتالون في التقرير ليكون في صالحهم، ونحو ذلك، فليس لك التعاون معهم على مثل هذه الأمور، وإلا كنت شريكًا لهم في الإثم، وأكل مال العملاء بالباطل، وقد قال تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.

وعليه؛ فلست بمخطئ في امتناعك عن تلك الأعمال التي تتضمن غشًّا وخداعًا، وأكلًا لمال الغير بالباطل.

والله أعلم.